اسهل وافضل طرق الهجرة السرية ( الحراقة الجزائريين )

من طرف **ADMIN** الخميس نوفمبر 18, 2010 8:05 pm

التسلل من تركيا إلى اليونان هو أسهل و أفضل من البحر و أسماكه.
لكن يجب أن يضع من يقبل على هذه الطريق أنه ليس الأول وأن مئات الآلاف عبر العالم فكروا في هذا الطريق ومئات الآلاف عبروا منه و في هذه اللحظة هناك من يعبره الآن الآن....فلست الأول ولست بالأخير....وجميع المنافذ السهلة بين حدود الدولتين تجدها محروسة حراسة مشددة...
كان "الحراقة" في بداية التسعينات يتسللون في القطار الرابط بين إسطنبول و أثينا، إلا أنّ هذا سرعان ما صار مستحيلا...ثم استمر الإعتماد على جوازات السفر وبطاقات التعريف المزورة التابعة للدول الأوروبية...وهذا الأمر مازال ي حدث لكن بشكل نادر بسبب أن أوراق الهوية في أوروبا و أمريكا صارت الآن تعمل بالنظام رقاقات المعطيات البيومترية...تماما مثل التأشيرات...فالأجيال الجديدة من جوازات السفر الأوروبية تتضمن بصمة حدقة العين و مقاييس الوجه و البصمات و ربما الحمض النووي مستقبلا...وفي المطارات و نطاقات السفر الأخرى كالحدود البرية و البحرية يتم تجهيزها بألات تقرأ الجوازات آليا بعد أن تضع يدك على الماسح الضوئي من جهة و الجواز من الجهة الأخرى فيتم مقارنة معلومات البصمة المخزنة في رقاقة الجواز ببصمة يدك في ضرف ثواني....وإذا لم يكن الجواز جوازك فسينطلق صوت المنبه الذي يستدعي تدخل ضباط الهجرة أو شركة الحدود....ولأجل هذا فمن الصعب أن تمر بين تركيا و اليونان بجواز مزور منسوخ.

تبقى الطرق الكلاسيكية، وهي العبور مشيا من منطقة الأراضي الفلاحية شمال الحدود بين الدولتين أو العبور بقوارب هوائية من وسط وجنوب الحدود...والقوارب الهوائية لعبور النهر الذي يشكل الحدود.

وهذه الطريقة على نجاعتها إلا أنها لا تخلو من المخاطر لكنها أقل خطورة من قطع البحر المتوسط. فالنهر تقطعه مع من يقوم بتمريرك ببضعة مئات من الدولارات في أقل من ساعة إذا كان الجو طيب ا....وحول هذه العملية تحتاج أن تسأل الجزائريين المقيمين بإسطنبول و ستجد ضالتك في وقت سريع.
أما إذا كنت ترغب في قطع الحدود وحدك فعليك بمدينة إدرنه التي يمكنك أن تزور جميع قراها التي تقع بجانب الحدود، بل النهر الكبير، وأحد روافده يقعون ضمن إدرنة، أي لن تخاطر بالقوارب المطاطية، لأنك تستطيع أن تأخذ سيارة أجرة بعشرة ملايين ليرة ( حوالي 5 دولار ) إلى القرية الحدودية، وتمر فوق الجسرين على النهر، وعندما تكون في تلك القرية فعندها لن يبق أمامك و اليونان إلا مئات الأمتار....يجب أن تمشي وتحذر التواجد المكثف لأفراد الجيش من الدولتين لأنها منطقة عسكرية لكن إذا سرت بتخف جيد فحظك كبير. عندما تجد سكة الحديد فمعناه إقطع السكة و أنت في اليونان وكل ماعليك هو الحفاظ على هذا الإنجاز بالتوغل الحذر في الأراضي اليونانية مشيا في الليل ونوما في النهار وشمال شرق اليونان كله قرى إسلامية ستسمع الآذان وتنزل عليك السكينة....

ويمكن أن تجد أرقام هواتف لفنادق محلية في القرى اليونانية المتاخمة للحدود، وأيضا يجب أن تكون لديك خرائط ويحسن الإعتماد على برنامج جوجل إرث خلال التحضير لهذه المغامرة، ولواستطعت أن ترتدي ملابس نظيفة بعد أن تتوغل في بعض القرى يمكنك استعمال الحافلات الخاصة بالسواح و تذكر أنه كلما ابتعدت عن منطقة الحدود غربا كلما كان الأمر جيدا، وعند الوصول إلى المدن الكبرى تكون الحالة أفضل.

ما تخافش في أوروبا ما كاش الباراجات و آرا كواغطك....هذي كي تكون خارج ملبلاد أنساها...غير فرنسا في كل دورة.

واليونان مثل الجزائر في المناخ تقريبا لكنها أرض الجزر الجميلة و العمل في الحقول و في جني الزيتون إذا ما كان عندك مستوى ثقافي عالي...أو في الخدمات السياحية و التجارة الموازية...وربي يفتح...ولعلك تزور جزر كريت و سانطوريني و غيرها فتعجبك وتستقر فيها، وفيها جالية من أولاد الأخضرية أيضا.

وإذا لم تعجبك فيمكنك المغادرة بسهولة نسبية إلى إيطاليا لكونهما ضمن فضاء شنغن، وفي إيطاليا حديث آخر و معاناة أخرى وطريق إلى فرنسا التي إذا دخلتها حراقا بعد كل هذه الطريق وكمشوك ستجد نفسك في ساحة بور سعيد مع المهابيل اتع العاصيمة.

لاحظ هذه الصورة الجوية للحدود بين تركيا و اليونان ( الحدود مشار إليها بالخط الأصفر يسارا )

حول مخاطر "الحرقة" عن طريق تركيا اليونان وجدت هذا الخبر المنشور في شهر فيفري الماضي:

الشروق تنشر تفاصيل مثيرة عن رحلتهم إلى اليونان

قراصنة أوروبيون إحتالوا على حراقة جزائريين وزجوا بهم في السجن

..
تعدّدت الطرق والمآسي واحدة، كابدها ولايزال شباب يائس، وجد في الهجرة غير الشرعية الملاذ الوحيد، لمعانقة أحلامه الوردية في الضفة الأخرى، لكن "الشروق اليومي" وقفت على صنف آخر من "الحراڤة"، الذين طلقوا بالثلاث "قوارب الموت"، وأداروا البوصلة نحو طرق أخرى، قالوا أنها سهلة وفعالة، حيث تحولت تركيا مؤخرا، التي دخل هؤلاء المغامرون ترابها بطريقة شرعية إلى نقطة عبور نحو اليونان.

*
الدخول إلى تركيا بـ"الفيزا" ثم التسلل إلى اليونان عبر الحدود
*
ما سنسرده في هذه الأسطر، ليس من نسج الخيال، ولكن هي تجربة حقيقية لـ15 شخصا، بينهم عجوز في الستين، ينحدرون من الجز ائر العميقة، من تيارت، تيسميلت، قالمة وحتى من العاصمة، عقدوا العزم على دخول اليونان، انطلاقا من تركيا، لكنهم في نهاية المطاف، تعرضوا إلى عملية احتيال فريدة من نوعها، انتهت بالزج بهم في السجن من قبل مصالح الأمن التركية، تفاصيل هذه الرحلة المشؤومة، كما رواها الشاب "ب.ع" الذي ينحدر من تيسمسيلت، بدأت، منذ أشهر، عندما التقى بـ7 من أصدقائه، الذين عرضوا عليه السفر إلى تركيا، ليس من اجل السياحة أو التجارة، ولكن بغرض التسلل إلى اليونان، التي سمعوا بأنها توفر فرص عمل جيدة، وبالفعل باشروا هذا المخطط، بأن أودعوا ملفات للحصول على التأشيرة على مستوى السفارة التركية بالجزائر، التي وافقت على منحهم إياها، ليستقلوا بعد ذلك الطائرة المتوجهة إلى مدينة اسطنبول، التي التقوا فيها بـ8 جزائريين آخرين، بينهم عجوز في الستين تنحدر من قالمة، طردت من التراب الفرنسي لعدم حيازتها على وثائق قانونية، تكفل لها الإقامة في هذا البلد، فقررت هي الأخرى التسلل إلى اليونان، وحسب الشاب "ب.ع"، فإنه هنالك شبكة تركية تنشط في سرية تامة، تقوم بمساعدة الحراڤة على دخول اليونان عبر الحدود البرية، مقابل مبالغ معتبرة بالأورو.
*
شبكة سرية تعقد صفقات "تهريب البشر" بمدينة إسطمبول
*
لم تعد مدينة "إسطمبول" التركية، أداة جذب سياحي، تتعانق فيها أصالة الماضي الإسلامي بالحضارة الأوربية المعاصرة، بل تحوّلت إلى مكان لعقد صفقات تهريب "الحراقة" نحو اليونان، يشرف عليها أتراك ينتمون إلى شبكة على درجة من الإحترافية، ينشط أعضاؤها تحت أسماء مستعارة، حيث ذكر الشاب "ب.ع" للشروق اليومي، أنهم استطاعوا أن يربطوا اتصالا مع هذه الشبكة، التي أوفدت أحد أعضائها، الذي اتفق معهم على موعد الرحلة نحو اليونان، ومصاريفها، التي حددها بـ 1500 أورو، أي 100 أورو لكل فرد من المجموعة، التي أقلعت رفقة مرشد الرحلة، من مدينة "اسطمبول" نحو "إيزبالا" الواقعة على الحدود البرية مع اليونان، "...لم نكن نعرف اسم منظم هذه الرحلة، وكنا نتلقى تعليمات صارمة بالحفاظ على سرية هذه الرحلة ومن يقف وراءها..."، هكذا صرح "ب.ع"، لكن المعاناة الحقيقية للحراقة الجزائريين، بدأت بمجرد أن وطئت أقدامهم منطقة "إيزبالا"، التي اضطروا فيها، إلى التواري عن الأنظار، مختبئين في إحدى الغابات، خوفا من أن تلمحهم أعين عناصر ا لأمن التركية.
*
عجوز في الستين تقطع مسافة 40 كلم مشيا على الأقدام
*
اللافت في تفاصيل رحلة "الحراقة" الجزائريين المقدر عددهم بـ15، هي تلك العجوز المنحدرة من قالمة، والتي أصرت على مرافقة هؤلاء الشباب المغامرين للدخول إلى اليونان، بعد أن طردت من فرنسا لعدم حيازتها على وثائق الإقامة، حيث قطعت مسافة 40 كلم مشيا على الأقدام، بصحبة الحراقة، وسط مسالك وعرة داخل غابة كثيفة، تعج بالحيوانات المفترسة، وأمام تقدّم سنها ووضعيتها النفسية والصحية المتدهورة، طالت المسيرة، وازدادت صعوبة، خاصة عندما همّت المجموعة بقطع أحد الأودية، للتسلل إلى مدينة "أليكسندربول" اليونانية، ما اضطر "الحراقة" إلى حملها، واجتياز هذا الوادي، هنا ولّى مرشد الرحلة الأدبار، وترك "الحراقة" لوحدهم، الذين تفاجأوا بعناصر الحدود اليونانية، يشهرون في وجههم الأسلحة لتوقيفهم. الرحلة التي دفع فيها "الحراقة" الجزائريون المال، وتكبّدوا فيها مشاقة كبيرة، انتهت بتوقيفهم من طرف عناصر الأمن اليوناني، وإرجاعهم إلى تركيا، هنا أحس "الحراقة" الجزائريون، بأنهم وقعوا ضحية احتيال الشبكة التركية المختصة في تهريب البشر، التي حسبهم لم تؤمن لهم الطريق جيدا لدخول التراب اليوناني، علما أنه زج بهم بأحد السجون التركية 15 يوما، لكن أثناء استجواب "الحراقة" الموقوفين، ادعوا بأنهم فلسطينيون، فروا من الآلة الصهيونية، التي وأدت أحلامهم الوردية في المهد، وحسب الشاب "ب.ع"، فإن الدافع وراء هذا التصرف، هو أن السلطات التركية، تتعامل بنوع من الليونة والتعاطف مع الفلسطينيين الفارين من الأراضي المحتلة المحاصرة، بحيث لا تطردهم من ترابها، على العكس تماما مع باقي الأشخاص المنحدرين من جنسيات أخرى، وهو الأمر الذي استغله "الحراقة" الجزائريون، الذين فضلوا عدم العودة إلى أهاليهم، بسرعة، دون أن يحققوا أحلامهم بأوربا، إذ مكثوا ما يفوق الشهرين هائمين على وجوههم بمدينة "إسطمبول"، يبحثون عن فرصة عمل، لكن جدوى، ليقرروا في الأخير العودة إلى الجزائر، وفي أفئدتهم من أوربا ألف ذكرى سيئة.