مشاكل النوم عند المراهقين.. ماهو الحل ؟

يشتهر المراهقون بالبقاء مستيقظين لساعة متأخرة من الليل بينما يصعب إيقاظهم في الصباح وهذا النمط عالمي. لذلك لا تعتقد أن أولادك سيشكلون أي استثناء.



الساعة البيولوجية

يحمل كل شخص ساعة داخلية تسمى "الساعة البيولوجية" والتي تؤثر على درجة حرارة الجسم، ودورات النوم، والتغييرات الهرمونية. وتسمى العمليات الحيوية والنفسية التي تلي هذه دورة "بالإيقاع اليومي".



تعمل هذه الإيقاعات اليومية المختلفة عند أغلب الناس معاً. على سبيل المثال، تبدأ درجة حرارة الجسم بالارتفاع أثناء الساعات القليلة التي تسبق الاستيقاظ – مما يسهل على الجسم الاستيقاظ في الصباح. بينما يصاب أكثر الناس بهبوط قليلاً في درجة الحرارة ما بين الساعة 2 و4 مساءاً، الأمر الذي قَد يوضح لماذا غفوة ما بعد العصر شائعة جداً. ثم يتجدد النشاط حوالي الساعة 5 أو 6 مساءاً الأمر الذي يجعل النوم مستحيلاً قبل التاسعة أو العاشرة.



قبل سن المراهقة، كانت هذه الإيقاعات المنتظمة توجه أكثر الأطفال للنوم حوالي الساعة 8 أو 9 مساءاً، وبما أن سن البلوغ يؤثر على الساعة البيولوجية أيضاً، يتأخر وقت النوم بفارق حوالي ساعتان. كما تؤثر عوامل خارجية على توقيت النوم مثل الدراسة الليلية أو التحدث مع الأصدقاء الذي يمكن أن يؤخر النوم أكثر.



يحتاج المراهق إلى حوالي تسع ساعات من النوم كل ليلة لكي يبقي نشيطاً في الصباح. ولكن 15 بالمائة فقط يحصلون على تلك النسبة من النوم بانتظام. وفي مسح أخير، تبين أن أكثر من ربع المراهقين الذين تمت مقابلتهم ينامون ست ساعات عادة، أو أقل خلال أيام المدرسة. وغالباً ما يكون السبب أما تفضيل العمل الجزئي، أو الواجبات المنزلية أو النشاطات المدرسية أو الأصدقاء. على النوم، مع العلم بأن الحرمان المتكرر من النوم يمكن أن يسبب عواقب خطيرة.



مثل التصرف بطيش ومزاجية، والشعور بالنعاس خلال النهار، مما يجعل المراهق اقل تركيز وأبطأ في التحصيل العلمي. حيث ينام بعض المراهقين المنهكين خلال الحصص، بينما تنخفض درجاتهم المدرسية. والاسواء من ذلك النوم خلال قيادة السيارة، والتسبب في حوادث قاتلة.



ولن تساعد محاولة النوم خلال العطل في التعويض عن الإرهاق الذي يمكن أن يشوش الساعة البيولوجية للمراهق، وبالتالي فأن محاولة النوم المبكر ستفشل أيضاً وربما يبقى المراهق مستلقي في الفراش حتى الساعات الأولى من الصباح. كما يلجأ بعض المراهقين لتناول المحفزات مثل الكافيين والنيكوتين للتغلب على الشعور بالنعاس خلال النهار، ومع كل السلبيات الضارة التي تتركها المحفزات على الصحة، تؤثر أيضاً على النوم خلال الليل حيث تمنع المراهق من النوم في ساعة معقولة مما يزيد المشكلة.



ولحل هذه المشكلة يجب إعادة إعداد الساعة البيولوجية للمراهق، ولكن هذا يتطلب جهداً ودعم من الأهل. الطريقة الأولى هي العلاج بضوء الشمس، حيث ثبت علمياً إن تعرض العيون لضوء الشمس يلعب دوراً مهماً في تنظيم دورة النوم والاستيقاظ عند المراهقين. إن رفع الستائر في غرفة المراهق تساعد الجسم على إدراك أن الوقت قد حان للاستيقاظ ، ويمكن الاستعانة بمصابيح تضيء تدريجياً لإعطاء ذات تأثير ضوء الشمس.



الطريقة الأخرى هي العلاج بتأخير الوقت، ويتمحور هذا العلاج على تأخير وقت النوم حتى يصل المراهق إلى ساعة مناسبة للنوم. مثلاً ابدأ بتأخير موعد النوم ساعتان إلى ثلاثة كل ليلة لعدة ليالي. إذا كان المراهق ينام على الساعة 3 صباحاً، دعه يبقى مستيقظاً للساعة السادسة، ثم دعه يبقى مستيقظاً للساعة التاسعة صباحاً، وهكذا حتى يعود جسمه يطلب النوم المبكر. يبدو الأمر مثل تأخير الساعة ولكن بشكل تدريجي.



كما يمكن استعمال أدوية محفزة للنوم تؤخذ قبل النوم بخمس ساعات ولكن لا ينصح بتعويد المراهق على مثل هذه الأدوية لأنها لا تحتاج لوصفة وهكذا يمكن أن يسيء المراهق استعمالها. وينصح بتناول بدائل طبيعية تحث على النوم مثل الحليب الدافئة، شاي الأعشاب الخالي من الكافيين.



أما في بعض الحالات فقد يكون الإفراط في النوم خلال النهار مؤشر على وجود مشاكل أخرى مثل:

· انقطاع النفس الإنسدادي النومي، وهي حالة تصيب الأشخاص البدينين، حيث تتدلى عضلات الحنجرة أثناء النوم، وتمنع خروج الهواء بحرية من خلال الأنف والقصبة الهوائية، مما يسبب تعباً أثناء التنفس. ويمكن أن يكون سببه عوامل إضافية مثل التهاب الحلق والزوائد الأنفية، وحالات الشذوذ القحفي الوجهية والاِضطرابات العصبية العضلية عند الأطفال. وتسبب هذه الحالة تأرجح المزاج، وعدم الانتباه، والحركة الزائدة عند الأطفال.



· متلازمة السيقان القلقة. وتسبب هذه الحالة أحساساً غريباً في السيقان قبل وقت النوم. مما يحفز السيقان على الحركة، مما يقلل الشعور بالضيق بشكل مؤقت. ويعاني 45 بالمائة من البالغين من هذه الحالة قبل عمر 20. وترتبط هذه المشكلة بنقص الحديد عند الأطفال.



· النوم الصباحي المفاجئ، وتتراوح فترته ما بين 15 دقيقة كل مرة، وتحدث هذه الحالة بعد تناول الوجبات وأحياناً أثناء المحادثات.



· الكآبة، يمكن أن يكون النوم الكثير أو القليل مؤشراً على الكآبة.

خطوات وقائية:

لحسن الحظ، يحتاج أكثر المراهقين إلى مساعدة صغيرة تعدل جداول نومهم وتضمن حصولهم على ساعات مناسبة من النوم. أولاً تأكد من أن ينجز لمراهق واجباته ونشاطاته قبل فترة النوم على الأقل بساعتان، والابتعاد عن الموسيقى الصاخبة والانترنت والعاب الفيديو قبل النوم مباشرة..

إذا استمرت أعراض الأرق والتعب وعدم النوم على الرغم من التغيرات اتصل بالطبيب النفسي واستشره حول أنماط النوم المضربة التي يعاني منها المراهق فقد يكون بحاجة لعلاج طبي.

[img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][/img]

تأكد من أن ينجز لمراهق واجباته ونشاطاته قبل فترة النوم على الأقل بساعتان، والابتعاد عن الموسيقى الصاخبة والانترنت والعاب الفيديو قبل النوم مباشرة..




نصائح في محلها

شكرا