مغني الشعبي كمال القالمي ''يخجلون من التراث لكنهم ينهلون منه''

صرح مغني الشعبي كمال الفالمي، أن أغنية الراي فقدت بريقها في السنوات الأخيرة، وهو ما اضطر العديد من الفنانين إلى الاغتراف من موروثنا الفني العابق بالكلمة الهادفة والألحان الشجية، ولا سيما بعد مغادرة الأسماء التي كان لها الفضل في الارتقاء به إلى مصاف العالمية.
أوضح الفنان كمال الفالمي، في تصريح خص به ''الخبر''، أن أغنية الراي أصبحت كذبا الآن، وهذا ما يعكس بصدق إلزامية الاحتماء والاعتماد والغرف من التراث والتمسك بالأصالة. معقبا: ''فحتى الجمهور لم يعد شغوفا بأغنية الراي كما في السابق، خصوصا بعد أن غادرت بعض الأسماء التي كان لها الفضل في دفعه إلى مصاف العالمية. أما بالنسبة للأغنية التراثية فهي المعين الذي لا ينضب، وعلى الرغم من أنهم أصبحوا يخجلون منها، إلا أننا ورغما عنا ما زلنا نغترف مما أبدعه العمالقة وشيوخي الذين تتلمذت على أيديهم وأحترمهم، منهم بفار حدة، بورقعة وحمادة. كما أن هناك العديد من الأعمال استعصى علينا إعادة صياغتها وبقيت رديفة لأسمائهم، وأنا شخصيا ألاحظ أن هناك عودة حاليا للتراث من خلال إطلاق مدرسة ألحان وشباب، غير أن ذلك لا يكفي فلا بد من اعتماد تدريسه وتكوين أساتذة يحفظون تاريخنا الغنائي''. وفي ما يخص إدخاله الآلات الموسيقية الحديثة على الأغاني المستمدة من تراثنا الأصيل، أرجع المتحدث ذاته أسباب ذلك إلى ''السرقات المتواترة للأغاني التي أؤديها، وهو ما يهضم الكثير من حقوقي في حال أبقيت الأغنية على شاكلتها التقليدية بـ ''الفصبة'' فقط، لأن الكثير من الفنانين يقومون بإعادة إنتاجها بأسلوب عصري دون استشارتي، وهو ما جعلني أعمد إلى إدخال الآلات الحديثة عليها وكذا تثبيتها لدى ديوان التأليف، لأقطع الطريق أمام الكثير من الانتهازيين الذين يستولون على إنتاجي ثم يخالفونني، وهم يتظاهرون أنهم يعملون باسم الشيوخ لكن هؤلاء أبرياء منهم، خاصة أن الفنان الذي يعمل في مجال التراث ويحفظ 36 أغنية، مثلما قال الشيخ حمادة، ولا يستطيع بعدها أن ينتج عملا خاصا به يحدد بصمته، فهو ليس من الفن في شيء''.
وعن الطموح الذي يسعى إلى تحقيقه بعد أربعين عاما من العطاء المتواصل، والذي ربط من خلاله الجزائر بفرنسا وتونس وليبيا، وغيرها من الأقطار العربية والمغاربية، خاصة بعد أن سجل حضوره في مهرجان الأغنية المغاربية، كشف كمال الفالمي أنه بصدد انتظار التفاتة للفنانين ''المغبونين''، مردفا: ''أشعر بالأسى لأننا ما زلنا بعيدين عن الاعتراف بأن هذا الفنان الذي إنما يقدم خدمة عامة لمجتمعه، بصرف النظر عن الجانب المادي الذي قد يحصل عليه من أي طريق، ولا ينتظر الجهات الوصية أن تفعل ذلك، ولكن إذا حدث وأن تم استدعاؤنا فأتمنى أن نعامل جميعا بالمثل، ولترفع الجهوية من دفتر الفن''.

مواضيع ثقافية ممتازة